الخير في عطف الشر NO FURTHER A MYSTERY

الخير في عطف الشر No Further a Mystery

الخير في عطف الشر No Further a Mystery

Blog Article

 فقد بيَّن سبحانه وتعالى أن الحكمة التي يؤتاها فرد واحد  (خير كثير) وأن الدنيا بأسرها ( متاع قليل) فإذا كان ما يستعظمه الناس من أمر الدنيا كلها، قليلاً إلى جانب ما يرزق فرد واحد من الحكمة، فأي سعادة تتملاها ضمائر الحكماء من هذا الخير الذي وصفه الله تعالى بأنه كثير...؟!

وهذا لعمري منهج ثابت في كلام الله خالق العباد وواهب الحياة.

أما انفعال الحياة الباطنة الذي يتم من وراء بشرية المرء بجهد التأمل والاستبصار، فهو في الإنسان حياته الآخرة، مقابل حياته الدنيا التي قدَّمنا... وهو انفعال لا يملكه الحيوان، لأنه لا يملك القدرة على الاستبصار بتبيين دلالات الأشياء على ما وراءها  من صفات القدر.

.. وأقبل على الخير ـ بحكم تلك الغرائز ـ يستكثر منه، ويحرص عليه، ويعد له،  ويسابق إليه... وابتعد عن الشر، أو دفعه عن نفسه، أو استأصل أسبابه، أو توقى دواعيه ما استطاع...

بقوله: (إن الله تعالى خلق آدم على صورته) فليس لله سبحانه وتعالى صورة حسيَّة، إنما هي الصفات، قال الإمام النيسابوري في تفسيره شارحاً ذلك: (أي على صفته، فأعطاه ـ على ضعفه ـ من كل صفة من صفات جماله وجلاله أنموذجاً).

تلك ثلاث حقائق لها شأنها في توجيه مسائل الخير والشر، و تمييز قيمهما...

وهذه إشارة للإنسان فالله خلق كل دابة من ماء فبعضهم يزحف على بطنه وبعضهم يمشي على أربع وبعضهم يمشي على رجلين, فكلهم دواب والدابة هي ما دب على وجه الأرض من مخلوقات الله تبارك وتعالى , وهذا كناية عن الأشخاص الذين لديهم السمع ولكن لا يسمعون لأنهم لا يحرمون أسماعهم فيما يرفع مستوى عقولهم , وبالتالي يرفع مستوى حياتهم ومستوى حياة الناس من حولهم .

والرجوع إلى أصل تكوين الإنسان في القرآن الكريم يهدينا شاكلة الصواب في تلك الدقائق، فقد خلق الإنسان من طين، من حمأ مسنون.

كيف يكون في قدر الله شر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : الشر ليس إليك الشر ليس إليك ؟

ولنا أن نسأل : كيف نتعثر مع ذلك في فهم الخير والشر .. وكيف نتقي ذلك العثار ؟ وهل كتب الله تعالى علينا ذلك أو لم يكتبه ؟ وما مدى صلة القضاء والقدر بكل ذلك ؟ ذلك ما سنجيب عنه - إن شاء الله تعالى - في المقال التالي .

الشيخ : هذا رجل قيل له إن ولدك لا يبرأ إلا بالكي، فأحمى الحديد على النار وكوى ابنه، الكي الي هو المفعول شر ولا لا؟ شر لكن الفعل خير ولا لا؟ خير لأن هذا الذي كوى ابنه ما أراد إيلامه ولا أراد ضرره إنما أراد الخير.

فمصادر الخير الحسي ـ أساساً ـ هي ما نرى من كائنات الطبيعة ومادة الأشياء... ومصادر ا لخير المعنوي ـ أساساً ـ هي ما تشير إليه دلالة الكائنات من أفق صفات الصانع سبحانه وتعالى.

وروى الطبري الشر الخير عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الظاهر والباطن: (يعرفون عمران الدنيا، وهم في أمر الدين جهال)...

.. وكذلك الطفل لا يملك مثل هذه القدرة أول أمره... ولا يبلغ ذروته ممن يملكون تلك القدرة إلا من عرف قدر نفسه وقدر الحياة...

Report this page